abood alzazai

حافظت عملة بيتكوين على صدارتها بقيمة سوقية بلغت 1.8 تريليون دولار، حتى 27 نوفمبر 2025، فيما عززت إيثريوم موقعها في المركز الثاني بقيمة 362 مليار دولار، وفق تقرير Coin Market Cap عن ترتيب أقوى العملات المشفّرة عالمياً لعام 2025.
وبحسب التقرير، جاءت «تيثر» في المرتبة الثالثة مسجلة 184 مليار دولار، تلتها «إكس آر بي» (XRP) التي حققت قيمة بلغت 131 مليار دولار، بينما احتلت «بينانس كوين» المركز الخامس بقيمة 122 مليار دولار.
وفي المراتب التالية، ظهرت «سولانا» في المركز السادس بقيمة 79 مليار دولار، ثم «يو إس دي كوين» في الترتيب السابع بقيمة 75 مليار دولار، تليها «ترون» في المركز الثامن بقيمة 26 مليار دولار، ثم «دوغكوين» في المركز التاسع بقيمة 23 مليار دولار. فيما جاءت «كاردانو» في المركز العاشر بقيمة 15 مليار دولار.

شهدت عملة بيتكوين خلال الأسابيع الماضية، هبوطاً حاداً بلغ نحو %36% من القمة الأخيرة، ما أثار موجة قلق بين المتعاملين في سوق العملات الرقمية، لكن تقريراً صادراً عن شركة الخدمات المالية العالمية BTIG، يرى أن هذا التراجع قد يكون فتح الباب أمام تعاف جديد في سعر بيتكوين، مع إمكانية عودة العملة إلى مستويات قريبة من 100 ألف دولار خلال الفترة المقبلة.

ويشير المحلل جوناثان كرينسكي، في مذكرة للعملاء نقلتها وسائل إعلام مالية، إلى أن بيتكوين تبدو جاهزة لمواصلة ما وصفه بـ "ارتداد انعكاسي" في السعر، بعد موجة بيع عنيفة ضغطت على السوق في الأسابيع الأخيرة.

سعر بيتكوين اليوم وتحركات السوق الأخيرة
يتداول سعر بيتكوين حالياً قرب مستوى 92,451 دولاراً، بعد ارتفاع يقارب %10% خلال الأيام الخمسة الماضية، بحسب بيانات "كوين متريكس".
ورغم هذا التحسن القصير الأجل، ما زال سعر بيتكوين منخفضاً بنحو 20% خلال شهر واحد، نتيجة مزيج من الضغوط الاقتصادية العالمية والاضطرابات الداخلية في سوق الكريبتو.
وتری BTIG أن هناك عاملين فنيين رئيسيين يدعمان فرصة ارتداد سعر بيتكوين في هذه المرحلة، الأول هو حالة "التشبع البيعي"، حيث تبدو موجة البيع الأخيرة مفرطة مقارنة بالأساسيات، وهو ما يدعم عادةً ارتداداً في السعر على المدى القصير.
أما العامل الثاني فهو النمط الموسمي، إذ تظهر بيانات تاريخية أن سعر بيتكوين يميل إلى تكوين قاع قرب 26 نوفمبر، ثم يستعيد زخمه حتى نهاية العام، وهو ما قد يدعم استمرار صعود السعر في ديسمبر إذا تكرر هذا النمط.
تأثير التحركات على سوق العملات الرقمية الأخرى
التحسن الأخير لم يقتصر على بيتكوين فقط، إذ بدأت عملات رقمية رئيسية أخرى في استعادة جزء من خسائرها.
عملة إيثريوم، ثاني أكبر عملة رقمية من حيث القيمة السوقية، كانت قد فقدت نحو %24% من قيمتها خلال شهر، لكنها عادت لتتداول قرب 3,075 دولارات مع مكاسب تقارب 13% في خمسة أيام.
كما سجلت عملات أخرى مثل سولانا و XRP ارتفاعات لافتة في الفترة نفسها بنسب تراوحت بين 12% و 15%، في إشارة إلى تحسن شهية المخاطرة تدريجياً في سوق العملات الرقمية.

خسرت الشركات التي راكمت بيتكوين والإيثر نحو 77 مليار دولار من قيمتها السوقية.

شهدت الشركات التي اعتمدت نموذج ما يعرف بـ "الخزينة الرقمية"- أي تحويل جزء كبير من ميزانياتها إلى عملات مشفرة، موجة بيع واسعة لحيازاتها من العملات المشفرة، في محاولة لجمع السيولة ودعم أسعار أسهمها المتراجعة.

جاء ذلك بعد التراجع الذي محا نحو تريليون دولار من قيمة سوق العملات المشفرة.

وخسرت الشركات التي راكمت بيتكوين والإيثر نحو 77 مليار دولار من قيمتها السوقية.
وفي الوقت نفسه، اتخذت شركة استراتيجي اتجاها معاكسا، حيث ضاعفت من مشترياتها للبيتكوين رغم ضغوط السوق ومخاطر استبعادها من بعض المؤشرات العالمية.

ويرى محللون أن الشركات التي تملك عملات رئيسية مثل بيتكوين أو الإيثر قد تكون أكثر قدرة على التكيف، في حين تواجه الشركات التي استثمرت في عملات صغيرة أو عالية المخاطر احتمال الانهيار الكامل.

تراجعت البيتكوين 1% صباح الأربعاء عإلى 86969 دولارا، فيما شهدت أسواق العملات المشفرة تقلباً بين الارتفاع والتراجع.

وترفعت الإيثر 0.4% إلى 2,930.49 دولار، فيما تراجعت الريبل 3% إلى 2.17 دولار.

وارتفعت سولانا 0.1% إلى 138.19 دولار.

ويقيّم المستثمرون في أسواق المال احتمالات أن يخفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة الشهر المقبل بعد تعليقات من صناع للسياسة تميل للتيسير النقدي، بينما ظل الين تحت مراقبة حثيثة تحسبا لتدخل حكومي لدعم العملة اليابانية.

وقال كريستوفر والر العضو بمجلس محافظي مجلس الاحتياطي الاثنين إن البيانات المتاحة تشير إلى أن سوق العمل الأمريكية لا تزال ضعيفة بما يكفي لتبرير خفض آخر لأسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية، إلا أن اتخاذ أي إجراء بعد ذلك سيعتمد على تدفق البيانات التي تأخر صدورها بسبب الإغلاق الحكومي.

وجاءت تعليقات والر مشابهة لتصريحات جون وليامز رئيس بنك الاحتياطي في نيويورك الجمعة.

ووفقا لخدمة فيد ووتش التابعة لمجموعة سي.إم.إي، يتوقع المستثمرون حاليا بواقع 81 بالمئة أن يخفض البنك المركزي الأمريكي أسعار الفائدة الشهر المقبل مقارنة مع 42 بالمئة قبل أسبوع.

وقال كريس ويستون رئيس قسم الأبحاث لدى بيبرستون «هناك تركيز شديد على موقف كل صاحب صوت في مجلس الاحتياطي الاتحادي وعلى آرائهم بشأن خفض أسعار الفائدة في ديسمبر».

وأضاف «هذا أمر منطقي لأن السوق (ومجلس الاحتياطي) لم يحصلا على البيانات التي من شأنها أن تؤثر عادة على قرار السياسة (النقدية)... ربما يكون أكبر الآراء المجهولة هو رأي (رئيس المجلس جيروم) باول نفسه، ولكن بشكل عام يمكن التوقع بأنه سيصوت لصالح خفض أسعار الفائدة في ديسمبر».

العملات الرقمية: ثورة مالية في عالم متغير
في عصر الرقمنة الذي نعيشه، حيث أصبحت البيانات هي النفط الجديد، لم يكن مستغرباً أن تشهد القيمة المالية تحولاً جذرياً من الشكل المادي التقليدي إلى الشكل الرقمي. فالعملات الرقمية، التي ظهرت كفكرة ثورية في أعقاب الأزمة المالية العالمية عام 2008، لم تعد مجرد تقنية هامشية، بل تحولت إلى ظاهرة عالمية تهز أركان النظام المالي التقليدي وتطرح أسئلة مصيرية عن مستقبل النقود.
ما هي العملات الرقمية؟
في جوهرها، العملات الرقمية هي أصول رقمية لامركزية تستخدم التشفير لتأمين المعاملات والتحكم في إنشاء وحدات جديدة. بعيداً عن العملات التقليدية التي تصدرها الحكومات والبنوك المركزية، تعمل معظم العملات الرقمية على تقنية "سلسلة الكتل" أو البلوكتشين، وهي سجل رقمي موزع يسجل جميع المعاملات بشكل شفاف وآمن، مما يلغي الحاجة إلى وسيط مركزي.
رحلة من الغموض إلى التيار السائد
بدأت رحلة العملات الرقمية مع "بيتكوين" التي قدمها شخص مجهول تحت اسم ساتوشي ناكاموتو. في أيامها الأولى، كانت محط شك وريبة، مرتبطة بمعاملات الأنشطة غير القانونية في أجزاء مظلمة من الإنترنت. لكن مع مرور السنوات، تطورت الصورة بشكل كبير. ظهرت آلاف العملات البديلة، وشهدت تقنية البلوكتشين تطورات هائلة، وبدأت المؤسسات المالية الكبرى والحكومات في أخذ هذه الظاهرة على محمل الجد.
ما وراء بيتكوين: عوالم من الاحتمالات
رغم أن البيتكوين لا تزال العملة الرقمية الأكثر شهرة، إلا أن عالم العملات الرقمية يتسع ليشمل عوالم متعددة:
· الإيثيريوم التي قدمت مفهوم "العقود الذكية"، مفتوحةً الباب أمام تطبيقات لامركزية تتجاوز مجرد التحويلات المالية.
· عملات مستقرة مربوطة بقيمة أصول تقليدية مثل الدولار، سعياً لتقليل التقلبات الشديدة.
· عملات رقمية للبنوك المركزية التي تطورها حكومات العالم كجسر بين عالم العملات التقليدي والعالم الرقمي.
التحديات والعقبات
رغم النمو المذهل، لا تزال العملات الرقمية تواجه تحديات جسيمة:
· التقلب الشديد: حيث تتأرجح الأسعار بشكل حاد، مما يجعلها محفوفة بالمخاطر للمستثمرين.
· القضايا التنظيمية: تختلف المواقف الحكومية بين القبول الحذر والحظر المطلق.
· استهلاك الطاقة: تستهلك عملية تعدين بعض العملات كميات هائلة من الكهرباء، مما يثير مخاوف بيئية.
· مخاطر الأمان: تتعرض المنصات والتطبيقات الخاصة بالعملات الرقمية لهجمات قرصنة متطورة.
مستقبل النقود بين يدي التكنولوجيا
تبشر العملات الرقمية بإمكانية تحويل النظام المالي العالمي إلى نظام أكثر شمولاً، حيث يمكن لأي شخص لديه اتصال بالإنترنت المشاركة في الاقتصاد العالمي، بغض النظر عن وضعه الجغرافي أو الاجتماعي. كما تقدم وعداً بمعاملات أسرع وأرخص عبر الحدود، وشفافية غير مسبوقة، وتمكين الأفراد من السيطرة الكاملة على أموالهم.
خاتمة
العملات الرقمية ليست مجرد أصول للمضاربة، بل هي تجسيد لفلسفة جديدة للقيمة والثقة في العصر الرقمي. إنها رحلة مستمرة من التطور والاضطراب، تقع عند تقاطع التكنولوجيا والاقتصاد والمجتمع. سواء أصبحت الشكل السائد للنقود في المستقبل أو استقرت كجزء مكمل للنظام المالي، فإنها بلا شك قد تركت بصمة دائمة، مجبرةً العالم على إعادة التفكير في السؤال الأبدي: ما هي النقود حقاً؟