هناك حقيقة اقتصادية يتجاهلها كثيرون:
كل دين في الاقتصاد هو في جوهره مطالبة بطاقة مستقبلية، وليس مطالبة بنقود.
النقود مجرد رمز… أما الطاقة فهي الأصل الحقيقي الذي يُحوِّل الموارد إلى سلع، والعمالة إلى إنتاج، والمصانع إلى قدرة اقتصادية.
لذلك:
•ما هي “عملة” سيارتك؟ الطاقة.
•ما هي “عملة” المصانع؟ الطاقة.
•ما هي “عملة” الجيوش؟ الطاقة.
النظام المالي كله يقوم على طبقة محاسبية وهمية،
لكن الطبقة الحقيقية التي تستند إليها الثروة هي الطاقة.
⸻
كيف يمكن للولايات المتحدة سداد 38 تريليون دولار من الدَّيْن العام؟
يوجد طريقان فقط:
⸻
(1) التوسّع النقدي دون توسّع طاقي
آلية هذا المسار واضحة:
•إصدار المزيد من الديون
•ضخ سيولة جديدة
•رفع الناتج المحلي الاسمي عبر تضخم الأسعار
•استخدام جزء من هذه الزيادة الاسمية لسداد الديون القديمة
لكن…
•استهلاك الطاقة لا يرتفع
•الإنتاج الحقيقي لا ينمو
•والدَّيْن/الناتج المحلي يستمر بالصعود
هذه ليست طريقة لسداد الدَّيْن الحقيقي،
بل طريقة لإضعاف العملة وإعادة توزيع الخسائر على حاملي السندات.
وهذا بالضبط ما حدث في الولايات المتحدة منذ عام 2000.
⸻
(2) التوسّع الطاقي والإنتاجي الحقيقي
هذا المسار يعتمد على:
•زيادة إنتاج الطاقة واستهلاكها
•توجيهها إلى قطاعات صناعية منتجة
•خلق وظائف حقيقية
•رفع الإنتاجية والدخول الحقيقية
النتيجة:
•انخفاض نسبة الدَّيْن إلى الناتج
•نمو الثروة الحقيقية
•قدرة الدولة على السداد من فائض الدخل وليس من الطباعة
وهذا ما حدث في أمريكا بين عامي 1950 و1970.
في هذا المسار يكسب حامل السندات قوة شرائية حقيقية،
وفي المسار الأول يخسرها.
⸻
المفارقة الكبرى: لا يمكن لأمريكا العودة للمسار الثاني دون التضحية بحاملي السندات
لماذا؟
لأن استعادة النمو الحقيقي تتطلب:
•إعادة بناء البنية التحتية
•توسيع شبكات الطاقة
•الاستثمار في الصناعات الثقيلة
•تمويل دورة صناعية جديدة بالكامل
هذه العملية تحتاج تريليونات الدولارات،
ومصدرها الوحيد هو: ميزانية الاحتياطي الفيدرالي.
هذا يعني بطبيعة الحال:
•ارتفاع التضخم
•انخفاض قيمة السندات طويلة الأجل
•تآكل العوائد الحقيقية للمستثمرين
بمعنى آخر:
لخلق طاقة جديدة، يجب أولًا التخلص من المطالبات الورقية القديمة.
⸻
الخلاصة
سواء اختارت أمريكا:
المسار الأول (توسّع نقدي دون إنتاج):
يحصل حملة السندات على أموال أكثر… لكن بقوة شرائية أقل.
المسار الثاني (نمو حقيقي قائم على الطاقة):
تحتاج الدولة لتضخيم القاعدة النقدية بهدف تمويل البنية التحتية…
ما يؤدي أيضًا إلى تآكل قيمة السندات الحالية.
إذن:
حملة السندات الأمريكية سيخسرون في كلا السيناريوهين؛ لأن الدَّيْن في جوهره مطالبة بطاقة مستقبلية، وعندما تكون الطاقة غير كافية… تحترق المطالبات المالية.
$GIGGLE $DCR $LTC #BinanceBlockchainWeek #BTC86kJPShock #BinanceHODLerMorpho